لم تبق سوى خطوات قليلة على المواجهة الأولى فى الحرب على الفوضى، بقيت أقل من 72 ساعة وتفتح صناديق الاقتراع أذرعها لاستقبال رأى المصريين فى دستورهم الجديد، هذه المعركة التى تسطر اختيار الشعب خريطة مستقبله، الحرب لن تكون سهلة، لكن قوة الإرادة والإيمان بهذا الوطن قادرة على هزيمة كل المخاوف ودحر من يصنعها.
وصانعو الفوضى لن يترددوا فى استخدام كل إمكانياتهم لإفساد العرس، لن يكتفوا بالمقاطعة، سيحاولون التعطيل، قد يلجأون إلى بث الرعب، لكن كل ذلك مجرد أوهام وأحلام مريضة، ستبددها بالتأكيد طوابير الحرية أمام اللجان وحول المراكز الانتخابية.
والذين صاغوا الدستور لم يكتبوه لخدمة فصيل ولا جماعة، سطروا دستورا ينقلنا إلى الصفوف الأولى بين البشر، يضمن لمصر دولة مدنية تتمسك بهويتها الإسلامية، يتعايش فيها الجميع بروح المواطن الواحد، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
وتأمين الاقتراع برمته لا تهاون فيه، من يحاول إفساده يقامر بحياته وحريته، الخطة التى تم وضعها - بالتعاون بين الجيش والشرطة - تضمن الأمان لكل مواطن، منذ لحظة خروجه من بيته حتى ينتهى من إبداء رأيه والعودة مرة أخرى، قوات تأمين تتمركز أمام اللجان، ودوريات متحركة فى الشوارع، وقوات المهام الخاصة فى الميادين وفى كل مكان، جميعهم وهبوا حياتهم فداء لحياة المصريين ومستقبلهم.
والرهان ليس على الأمن وحده، لكن على قناعتك أنت، وإيمانك بضرورة المشاركة، إدراكك أنك تشارك فى صناعة حاضرك ورسم مستقبل أولادك، خروجك إلى الصندوق، رغبتك فى الاستقرار.. وأشياء أخرى هى الرهان الحقيقى، هى التى تحسم المعركة من الضربة الأولى.
والذين يرفضون الخروج ويكتفون بالمشاهدة يخونون وطنهم، يحكمون على أنفسهم بالموت، رغم أنهم على قيد الحياة. «المشاركة» هى التى تفرق بين الموتى والذين يتمتعون بالحياة.
لا تسمع لفتاوى مأجورة، ولا تهتم بدعوات مسمومة، الفرصة بين يديك، اقرأ دستورك واستوعب ما فيه ثم قل رأيك أنت، لا يمليه عليك أحد، وتحمل مسؤولية هذا الاختيار، مستقبلك لن يصنعه لك الآخرون.
■ رسالة:
الذين يتوهمون أن الثورة قد ماتت وأن الماضى يمكن أن يعود، الذين يجهزون لإعادة نظام مبارك والحزب الوطنى وتقديمه فى ثوب جديد، لا يختلفون كثيرا عن الذين يتمسكون بشرعية «المعزول».. مصر حية لا تموت، شبابها وشعبها الذى صنع ثورتها أبدا لن يقبل أن تحكمه العصابات ومصاصو الدماء من جديد.
الرئيسية 
