تصاعدت حدة التوترات بين اليابان والصين خلال الأيام القليلة الماضية بصورة تنذر بعواقب وخيمة
.. ولا يستبعد المراقبون أن تقود تلك التوترات إلي اندلاع حرب بين البلدين.
فقد اندلعت مظاهرات عنيفة معادية لليابان في العديد من المدن الصينية مع بداية الأسبوع الماضي عقب قرار لحكومة رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا بالبحث في شراء خمس جزر غير مأهولة تقع في أقصي الجنوب الياباني تقول اليابان إنها ملكها.. وتقول الصين إنها تابعة لها.. وتطلق اليابان عليها اسم ياباني هو سنكاكو في حين تطلق عليها الصين دياويو.
وتسيطر اليابان حاليا علي تلك الجزر التي يمتلكها شخص ياباني.
وما إن أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية قرار اليابان اعتزامها شراء الجزر حتي تفجرت الصين غضبا.. وخرج رئيس وزراء الصين وين جياباو عن لغته الدبلوماسية المعهودة, وقال بلهجة شديدة الغضب إن سيادة الصين علي كل سنتيمتر من أراضيها لن تخضع بأي شكل للمساومة, وإن عهد إذلال الصينيين قد انتهي إلي غير رجعة, في إشارة واضحة إلي فترة الاحتلال الياباني لأجزاء من بلاده في القرن الماضي.
كذلك طالب الرئيس الصيني هوجينتاو رئيس وزراء اليابان بضرورة ان تدرك حكومته خطورة الوضع وأن تتوقف عن اتخاذ أي قرارات خاطئة.
وتبع ذلك حرب إعلامية ودبلوماسية بشأن أحقية البلدين في الجزر الخمس من خلال تسلسل تاريخي لتلك الملكية منذ ما يقرب من ثلاثة قرون.
والسؤال الذي يتردد حاليا هو: هل استنفدت طوكيو وبكين كل الوسائل السلمية لتسوية نزاعهما حول الجزر التي يقال انها غنية بالبترول والغاز اللذين تفتقر اليهما الدولتان؟
من المؤكد ان اليابان والصين تمتلكان من الوسائل الدبلوماسية والسلمية الكثير لحل الخلافات إذا صفت النيات ونجحتا في تجاوز الميراث التاريخي العدائي بينهما.. إذ لا يمكن للدولتين أن يضحيا بما قيمته345 مليار دولار حجم التعاملات التجارية بينهما حاليا.. وهما اكبر قوتين اقتصاديتين في آسيا والعالم بعد الولايات المتحدة.