محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  لماذا قصفت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 ولم تقصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني حتى الآن؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5126
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

 	 لماذا قصفت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 ولم تقصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني حتى الآن؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا قصفت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 ولم تقصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني حتى الآن؟    	 لماذا قصفت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 ولم تقصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني حتى الآن؟ Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 2:43 pm

خلال هذة الايام بالتحديد ،وفي غضون تزايد التصعيد الأمريكي - الإسرائيلي ضد الخطة النووية الإيرانية وإحتمالية تفيذ هجوم عسكري علي المفاعلات والمنشات النووية الإيرانية ..قررنا ان نلقي الضوء علي سيناريو مماثل لما يحدث في ايامنا هذة ..القصة التي سنلقي الضوء عليها حدثت عام 1981 ومن المحتمل ان تتكرر …ولكن لماذا ؟؟ سؤال لا تكثر علية الإجابات .مع ان الإجابة غير مبررة ..السؤال هو لماذا لا تقبل اي دولة غريبة بالتحديد الولايات المتحدة وإسرائيل فكرة وجود كيان عربي او إسلامي يمتلك قدرة نووية ؟ ما سر هذا الخوف ؟ الإجابة متعددة الجوانب وان لم تكن مقنعة من وجة النظر الإسرائلية – الأمريكية التي تري ان إمتلاك دولة ” معادية لإسرائيل قدرة نووية من شأنة الإضرار بإسرائيل بل تدميرها ” ويقولون ايضا لكي لا يختل توازن ميزان القوي في العالم ” ولكن هل هذا من العدل ؟ ان تمتلك دول معينة قدرة نووية قادرة علي تدمير العالم بينما تظل دول اخري منتظرة قضاء هذة الدول عليها ؟! ولماذا يحللون لأنفسهم ما يحرمون علي غيرهم !؟ ولكن ما الغربب في ذلك فنحن نعيش في عالم غير عادل تسعي فية الدول الكبري إلتهام ابسط الحقوق للمحافظة علي عظمتها وقوتها


فلم تكن عملية تدمير المفاعل في العراقي في بغداد في 5 حزيران 1981 تجسيداً للنظرية الأمنية (الإسرائيلية) في الضربة الوقائية – الاستباقية فقط، وانما كانت تعبيراً ساطعاً عن مدى قلق قادة العدو من تعاظم القوة العسكرية العراقية في ذلك الوقت على نحو خاص ،فقد شهدت العراق تطورا واسعا في عهد الرئيس السابق – صدام حسين -الذي أمر بانجاز برنامج نووي سري في العراق ورغم أن العراق كان منشغل في ذروة حربه ضد إيران، ولم تكن لديه القدرة على فتح جبهة أخرى ضد العدو (الإسرائيلي)، إلا أن ذلك العدو لم يكن يلتزم الصمت، كما هو معروف إزاء تطوير قدرة عراقية إستراتيجية، حيث ان تطوراً من هذا القبيل يشكل تهديداً إستراتيجياً لهم وفقاً للتقديرات العسكرية الصهيونية


ارييه ناؤور مستشار رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الأسبق مناحيم بيغن أكد آنذاك على السياسة الأمنية (الإسرائيلية) قائلا : ان تطوير السلاح النووي في دولة معادية، هو أكبر خطر يهدد إسرائيل ” فعندما اقترح مناحيم بيغن على حكومته تدمير المفاعل النووي العراقي، طرح مبرراً مفاده أنه يكفي إلقاء ثلاث قنابل نووية بحجم هيروشيما على (إسرائيل) حتى يتم تدميرها، ودولة العراق قد تلجأ إلى استخدام سلاح كهذا، إذا نجحت بانتاجه ولذلك بلور بيغن ما عرف بنظرية بيغن التي تنص على أنه لا يمكن (لإسرائيل) أن تسمح لدولة معادية بتطوير أو حيازة سلاح للتدمير الجماعي ،وكان ذلك في أكتوبر 1980، أي بعد اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية بزمن قصير


وكما هو الحال مع العراق ،كذلك مع اي دولة عربية او إسلامية اخري وليس إيران بالتحديد فان قادة العدو يقظون دائماً إزاء القدرات العسكرية العربية وتطورها، فإستراتيجية بقائهم واستمرارهم تقضي بعدم السماح لأي قدرة عسكرية عربية بالتعاظم، وخاصة على مستوى القدرة النووية أو الكيماوية أو البيولوجية – فلقد سمعنا مؤخرا بشأن صفقة الاسلحة الجديدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وهي الصفقة التي حاولت إسرائيل وضع العراقيل امامها لكي لا توجد دولة عربية لديها نفس قدرة اسلحة إسرائيل او اقوي منها …فكما قلنا الوضع سائر علي جميع الدول العربية – لذا فقد كانت قدرات العراق العسكرية في ذلك الوقت في مجال انتاج الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية مصدر قلق دائم لقادة العدو (الإسرائيلي) ،كما ان محاولات إعادة ترميم المفاعل النووي التي قامت إسرائيل بتدميرة كان موضع رصد ومتابعة خاصة حيث شكلت القدرات العسكرية العراقية المتعاظمة مصدر القلق الأكبر في إستراتيجية الأمن (الإسرائيلي)، ولا نبالغ إذا قلنا بان التقارير والأخبار والتصريحات الخاصة بتطوير وتطوير القدرات العسكرية العراقية لم تغب عن الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية منذ تدمير المفاعل النووي العراقي 1981


فإضافة إلى تهديداتها المستمرة للعراق جراء تطوير أسلحة نووية، تلك التهديدات التي لخصها ارئيل شارون آنذاك بعبارة واحدة إذ قال : ان احتمالات إعادة ترميم المفاعل النووي العراقي تعد خطراً من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل ” ،فقد حذر وهدد معظم القادة (الإسرائيليين) العراق والعرب من خطورة تطوير أسلحة كيماوية أو بيولوجية او نووية


وتجدر بنا الإشارة إلي ما ذكرته المجلة المتحدثة بإسم الجيش الإسرائيلي ” بماحنيه “ التي عالجت القدرات العسكرية العراقية في مختلف المجالات النووية والكيماوية والبرية والبحرية والجوية، وذلك في ملحق خاص لها اصدرته تحت عناوين عديدة،وقد اعتبر هذا الملف العسكري الخاص بالقدرات العسكرية العراقية بمثابة “ضوء أحمر” وإنذار خطير لأجهزة الأمن (الإسرائيلية)، وجاء في أهم العناوين : هذا الرجل غير المتوقع – أي صدام حسين- ذكي، خبيث، دقيق، بارد لا يدخر أي وسيلة في سبيل تحقيق أهدافه، ورغم مرونته إلا أنه يتخذ أحياناً خطوات مفاجئة، ويأخذ على نفسه مخاطر كبيرة، و”أن صدام حسين هو رمز لعهد جديد من الانتصارات العراقية” و”ان الجيش العراقي جيش كبير ومجرب، فحرب الثماني سنوات أحدثت فيه تغييرات بعيدة المدى”، و”أن الحرب كانت بمثابة فرن صهر للجيش العراقي، فقد زودت جنوده وضباطه بخبرة حربية غنية و”ان العراق يشهد حملة تطوير في الإنتاج الحربي”، و”الأسطول البحري العراقي يحمل وجها جديداً “ ، ومن هنا يتبين من مجمل التقديرات العسكرية (الإسرائيلية) سابقة الذكر، ان الدوائر الأمنية (الإسرائيلية) لم تستهن أبدا بتلك القدرات العسكرية العراقية، بل أنها شكلت آنذاك محورا أساسياً لاهتماماتهم الأمنية الإستراتيجية القريبة والبعيدة المدى


كما تلاحقت تصريحات وتهديدات المسؤولين (الإسرائيليين) ضد العراق، فقد هدد اسحق شامير رئيس الوزراء (الإسرائيلي) آنذاك قائلاً : ان (إسرائيل) تعرف كيف تدافع عن نفسها أمام العدوانية العراقية، كما عرفت كيف تدفع عن نفسها أمام مؤتمرات أعدائها في الماضي”، ثم أعقبه اسحق رابين في تهديد أخر للعراق حيث قال : من ناحية فيجب علي إسرائيل عدم الاستهانة بتهديدات العراق، غير أنه يجب أن يكون واضحا، ان لدينا القدرة على الرد على تهديدات صدام بصورة حاسمة، ولا أوصي بالمخاطرة في استفزاز إسرائيل لأنها قوية والعراق ليس بعيدا عن قدرتنا على توجيه ضربة خطيرة لهم ”


كانت هذه أمثلة فقط على ردود الفعل (الإسرائيلية) التي عكست في حينه القلق المتزايد من القدرات العسكرية العراقية، في حين سبقها وأعقبها عدد كبير من التصريحات والتهديدات المحمومة التي لم نستعرضها جميعا لكن يجدر دائما استحضار تلك النظريات والمفاهيم الصهيونية تجاه العرب





المفاعل النووي العراقي _ خلفية تاريخية


في عام 1968م قام العراق باستيراد مفاعل نووي صغير ومحدود الإمكانيات وبالتأكيد لم يكن لدى العراق في ذلك الوقت أي طموح لامتلاك سلاح نووي لكن كان لدى العراق الطموح بالتحضير واللحاق بركب الطاقة النووية للاستخدامات السلمية بدليل ان العراق قد وقعت علي إتفاقية منع إنتشار الاسلحة النووية عام 1969


ان نقطة التحول حسب مايقول القائد العسكري المصري سعد الدين الشاذلي في كتابه “الحرب الصليبية الثامنة” كانت بعد حرب أكتوبر عام 1973م حيث تحدثت تقارير اعلامية مختلفة في ذلك الوقت عن ان اسرائيل تمتلك السلاح النووي وتوجه العديد من الرؤوس النووية الى عواصم دول عربية ،وقد أعلن رئيس الكيان الصهيوني ” افرام كاتسير في كانون الأول / ديسمبر عام 1974م مايوحي بان اسرائيل تمتلك أسلحة نووية حيث قال:”لقد كان هدفنا دائماَ هو تطوير إمكاناتنا النووية ،والآن فاننا نملك هذه الإمكانيات”من اجل أمور كثيرة كانوا يخططون لها بنفس طويل من اجل الحصول على الأرض والتوسع وسلام الركوع والانفراد لتشكيل القوة الإسرائيلية لذلك فان العراق قد أحس بالخطر الذي يداهمه ومن اجل الدفاع عن نفسه في حالة تعرضه للخطر ولإيجاد حالة “توازن قوى” في المنطقة على اقل تقدير وبعد ان كان مفاعل العراق النووي الصغير الأول قوته اثنان ميغاواط


ومنذ بداية السبعينات التفت العراقيون إلى فرنسا للحصول على التقنيات الغربية المتقدمة والمتطورة في مجال التسلح النووي وجاءت زيارة جاك شيراك إلى بغداد في كانون الأول (ديسمبر) عام 1975 عندما كان رئيسا للوزراء لتكلل التعاون الفرنسي العراقي في صورة مفاعل يعمل بالماء المخفف واليورانيوم المخصب بنسبة 93% وتوجت الاتفاقات بعد الزيارة الناجحة التي قام بها صدام حسين إلى فرنسا, لتكتمل الصورة ويتكامل عمل لجنة الطاقة الذرية التي كان يرأسها صدام حسين بنفسه.. وقد أكد برزان التكريتي, الأخ غير الشقيق لصدام حسين, أثناء مقابلته للدكتور حسين الشهرستاني في زنزانته هدف صدام مبلورا رغبته الأكيدة في برنامج نووي متكامل لأغراض عسكرية حيث طلب التكريتي من الدكتور الشهرستاني الخروج من السجن للعودة إلى لجنة الطاقة الذرية والمساهمة في صنع القنبلة الذرية العراقية وكان الدكتور عبد الرزاق الهاشمي حاضرا في تلك المقابلة لأنه كان مع همام عبد الخالق يمثلان القصر الجمهوري في لجنة الطاقة الذرية العراقية ،وكان الدكتوران حسين الشهرستاني وجعفر ضياء جعفر من أوائل الخبراء العراقيين الكبار في المجال النووي بين عامي 1970 و 1980 فالدكتور الأول متخصص بالكيمياء النووية والدكتور الثاني متخصص بالفيزياء النووية وأحدهما يكمل الآخر وكانا مستشارين لرئيس لجنة الطاقة الذرية العراقية صدام حسين وكان من المخطط ان تقوم فرنسا بمد العراق بتجهيزات لإنتاج الماء الثقيل والذي يشكل احد عناصر أنتاج القنبلة النووية وبطاقة كبرى في ذلك الحين تحركت اسرائيل تحركات مكثفة لإيقاف وإفساد التعاون النووي مابين العراق وفرنسا مما ادى الى ان تتهرب فرنسا من عملية تجهيز التجهيزات الخاصة بإنتاج الماء الثقيل


وكانت سنوات السبعينات من القرن العشرين تحمل في طياتها خطى بناء أول مفاعل نووي في الوطن العربي الا وهو مفاعل تموز النووي العراقي من منشأ فرنسي حيث تم عقد اتفاق بين لجنة الطاقة العراقية ونظيرتها الفرنسية بقيمة 450 مليون دولار أمريكي لإنشاء مفاعل لفحص المواد على أن يكون نسخة مماثلة تستخدم في صنع المفاعلات النووية، وقد صمم المفاعل العراقي ليكون بقدرة 40 ميغا وات حراري وسماه الفرنسيون “اوزيراك -1 ” بينما كان معروف في العراق بإسم ” تموز – 1 ” ويولد فيضاً من النيوترونات الحرارية ، وهو مفاعل يستخدم لبحوث الفيزياء النووية وفيزياء الحالة الصلبة ولفحص المواد (بما في ذلك الوقود النووي) المستخدمة في تصنيع أجزاء محطات الطاقة النووية ويمكن استخدام هذا المفاعل لإنتاج النظائر المشعة علماً أن الوقود المستخدم لتشغيل هذا المفاعل هو من نوع سبيكة اليورانيوم والألومنيوم ويحتوي على يورانيوم بتخصيب 93 في المئة.وإلى جانب هذا المفاعل أنشئ مفاعل صغير “اوزيراك -2 ” وهو مفاعل ذو قدرة 500 كيلو واط حراري فقط وينتج فيضاً نيوترونياً حرارياً ويستخدم كنموذج نيوتروني لمفاعل تموز-1 ولتعيير قضبان السيطرة وتوزع الفيض النيوتروني ويستخدم أيضاً لدراسة تأثير التجارب في المفاعل على فاعليته


كان مشروع تموز يسير سيراً حثيثاً حتى تبنت تل أبيب عمليات لتخريب المشروع, ففي 7 نيسان/ ابريل عام 1979 م كان قلب المفاعل جاهزاً للشحن إلى بغداد من ميناء سين سورمير الفرنسي حين اخترق سبعة عملاء للموساد الإسرائيلي باب المخزن العائد لشركة ” سي. ان .اي .ام ” ( احدي الشركات المشاركة ي تنفيذ المشروع ) وفتشوا عن هدفهم ثم وضعوا فيه المتفجرات بهدف تحطيمه غير أن تقويم الأضرار أثبت أنها لم تكن كبيرة فأُصلحت ولم تؤثر الحادثة سوى في تأخير اكتمال المشروع لأسبوع واحد فقط


وتجد بنا الإشارة إلي احدي تقارير المخابرات الأمريكية الصادر عام 2007 ،والذي افاد ان المفاعل كان على وشك من أنتاج البلوتونيوم اللازم لبرامج الأسلحة النووية حيث جاء التقرير الأمريكي بعد مرور سنوات طويلة علي عملية الإعتداء الإسرائيلي علي المفاعل النووي العراقي في عملية عسكرية عرفت بإسم ” عملية اوبرا “ استخدمت فيها إسرائيل طائرات ” اف -16 ” و ” اف 15″ الأمريكية الصنع ، ذلك في حين كشفت ملفات سرية بريطانية تم نشرها من قبل دائرة المحفوظات الوطنية في لندن الجمعة 30\12\2011 ان الهجوم الإسرائيلي علي المفاعل النووي العراقي فاجأ الأمريكين الذين لم يكونوا علي علم به ،وذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) نقلاً عن الوثائق الرسمية إن الولايات المتحدة لم تتلق أي تحذير بشأن مهاجمة مفاعل أوزيراك (تموز)، الذي أمر بشنه رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في حزيران 1981، وسط مخاوف من أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يحاول بناء سلاح نووي




وكان رئيس الوزراء في تلك الفترة مناحيم بيغن بررهذا العدوان الذي جرى قبيل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بقوله ان مفاعل تموز كان على وشك ان يصبح عملانيا ما كان سيتيح للعراق أنتاج قنابل ذرية.وأثارت العدوان انتقادات حادة دولياً بما في ذلك الحكومة الامريكية ،وفي 19حزيران/ يونيو 1981م تبنى مجلس الأمن بالإجماع “إدانة قوية للهجوم العسكري الذي شنته اسرائيل”.وبعد عدة أشهر، أكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي “ميشال جوبير” اثر زيارة رسمية لبغداد موافقة فرنسا المبدئية على أعادة بناء المفاعل النووي ولكن ظلت هذه التصريحات بدون تنفيذ عملي


وفي عام 2009 بدأت الإجراءات من جانب العراق بمطالبة اسرائيل بتعويضات عن تدمير المفاعل النووي العراقي تموز وفي كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي الذي يحمل الرقم 1/2/100 في 25 تشرين الثاني 2009م الموجه الى وزارة الخارجية والذي يتضمن موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على قيام الخارجية بتحريك دعوى التعويض ضد اسرائيل جراء قصفها “مفاعل تموز النووي”العراق في السابع من حزيران1981 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 487 في العام 1981 الذي تضمن صراحة على حق العراق في الحصول على تعويضات عن الهجوم الإسرائيلي على مفاعل تموز النووي ، اذ يؤكد القرار الدولي الذي تبناه مجلس الأمن على ان مجلس الأمن يشجب بشدة الغارة الإسرائيلية ويطالب اسرائيل بالامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع او التهديد بها ،وان من حق العراق وباقي الدول خصوصاَ الدول النامية العمل على وضع برامج تقنية ونووية لتطوير الاقتصاد والصناعة لغايات سلمية


ان من الحق الطبيعي للعراق ان يطالب بالتعويضات نتيجة الإضرار التي تكبدها من جراء الهجوم الإسرائيلي والتي قدرها المراقبون بأربعة مليارات دولار أمريكي، فقد ضمن القانون الدولي مبدأ التعويضات كالتزام ناتج عن ارتكاب” دولة” عملاَ ما غير مشروع إزاء دولة اخرى من اجل أصلاح ذلك الضرر من خلال التعويض المالي لذلك العمل الغير مشروع


لقد تزامنت مع المطالبات العراقية بالتعويضات بعض الأصوات الغير سوية مدعية بان لإسرائيل الحق ايضاَ بان تطالب العراق بالتعويض من جراء الصواريخ البالستية التي أطلقها على اسرائيل مدعين بان العراق ليس في حالة حرب مع اسرائيل عندما أطلقت عليها الصواريخ، لذلك ستطالب اسرائيل ايضاَ بتعويضات وأقول لهم كيف يمكن ان تكون الحرب اذا كان العراق ليس في حالة حرب مع اسرائيل فلماذا أذاَ قامت بالاعتداء على المفاعل النووي العراقي اوليست هذه حرب هجوم غير مبرر بطائرات تخترق أجواء دولة ذات سيادة وتقوم بإطلاق صواريخ على منشآت تلك الدولة اوليس هذا إعلان حرب أم ماذا يمكن ان نطلق عليه !؟


تفاصيل الإعتداء الإسرائيلي علي المفاعل النووي العراقي


ربما مثلت عملية تدمير مفاعل تموز “عام 1981″ صدمة حقيقية للكثيرين من الذين راهنوا على ذلك المشروع, ورغم محاولات البحث عن أسباب تمكن إسرائيل من اختراق جدار السرية الذي استند إليه المسؤولون عن بناء المفاعل إلا أن الأمر يتطلب مراجعة للظروف التي رافقت بناء المفاعل وصولا إلى العملية الإسرائيلية التي أودت بآمال العلماء العراقيين الذين بذلوا في بنائه جهودا أقل ما يمكن وصفها بأنها غير عادية. من المعروف أن إسرائيل تملك ومنذ سنوات طويلة قنبلة نووية تحتفظ بها كعامل ردع يساعدها على ضمان تفوقها العسكري على الدول العربية مجتمعة, وكانت إسرائيل “وما زالت” تعتقد أن الخطر العربي يصبح حقيقة إذا تمكن العرب من امتلاك زمام التكنولوجيا


علينا أن نقول بداية بأن المجرم بيغن الذي كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني قبل وأثناء قصف مفاعل تموز يقول : كنت لا أنام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ما الذي يؤرقك قلت: صدام حسين. وسألتني: لماذا؟


قلت لها : انه يعلم أطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه: إنها إيران. فيقول لهم : كلا، إنها (إسرائيل) فكيف أنام وأطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون أبناء (إسرائيل)


كما أن هذا السفاح كان من ألد أعداء صدام حسين، وكان يعتبر أن صدام حسين ليس إلا أدولف هتلر. وكان بيغن يرى أن مفاعل تموز هو الاحتمال الأكثر إنذارا بالشر من بين مشاريع العراق كلها


ما حدث قبل العملية الإسرائيلية :


فإن قادة هذا الكيان المسخ، ومن بينهم المجرم بيغن، كانوا يخططون للقيام بالهجوم على المفاعل النووي العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، لكن الاستخبارات العسكرية الصهيونية ورئيس الموساد إسحق هوفي عارضوا ذلك مؤكدين بأن المفاعل العراقي لا يمكن أن يشكل تهديدا حقيقيا إلا بعد بضع سنوات، وإن الغارة قد تؤدي إلى حرب شاملة قد توقف أو تقضي على عملية السلام الجارية مع السادات


في ليلة 5-6 من نيسان (أبريل) 1979، وحولي الساعة الثالثة فجرا، هزت سلسلة من الانفجارات في وقت واحد المستودعات الضخمة لمؤسسة البناء البحرية والصناعية للمتوسط في محافظة (لاسين سور مير) في فرنسا، حيث كانت قطع أساسية للمفاعل العراق مخزونة هناك بانتظار شحنها إلى العراق في تواريخ وتفاصيل مغطاة بطابع (الأسرار الدفاعية) وهي أعلى تصنيف أمني في فرنسا. وقررت في حينها الشرطة الفرنسية بأن (إسرائيل) هي المشتبه الرئيس للقيام بالعملية.


طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة إصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في إصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد


في ليلة 17-18 حزيران (يونيو) 1980، تعرض الدكتور يحيى المشد، وهو عالم مصري متخصص في علم المعادن يعمل للجنة الطاقة الذرية العراقية والذي كان في مهمة ترتيب شحن وقود نووي للعراق، للطعن بالسلاح الأبيض حتى الموت في غرفته في فندق ميرديان في باريس.


وفي غياب حصول أي سرقة استبعدت الشرطة الفرنسية أن تكون عملية سطو كانت الدافع وراء الجريمة.


علما بأن د. يحيى المشد كان من ضمن ثمانية أشخاص أعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981


وفي الأول من تموز (يوليو)، حققت الشرطة الفرنسية مع مومس فرنسية كانت قد التقت مع المشد في تلك الأمسية وسمعت أصواتا آتية من غرفته. وبعد 12 يوما أي يوم 12/7/80، وعندما كانت متجهة لمركز الشرطة الفرنسية، قام سائق سيارة بدهسها وقتلها ولاذ بالفرار.


وفي صحيفة “يديعوت احرنوت” جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان: “الأوساط كلها في (إسرائيل) تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!”


أما فونونو أشهر علماء الذرة الصهاينة فقال: ” ن موت د. المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الأقل..”


ابتداء من شهر آب (أغسطس) 1980، أعطبت قنابل مكاتب ومقرات إقامة مسؤولين في شركات إمداد للعراق في فرنسا وإيطاليا وهي : “تكنياتوم” و”سنيا- تيكنت” و”انسالدو مركانيكو نوكلياري”. وهذه المؤسسات الثلاث كانت قد عرضت تزويد العراق بمفاعل اختباري وخلايا حارة تستخدم في عملية تخصيب (اليورانيوم).


وكان موظفوها وعمالها قد تلقوا رسائل تهديد تدعوهم لتعليق عملهم من أجل العراق فانصاعوا. وقد أطلق على حملة الإرهاب (الإسرائيلية) هذه الاسم الرمزي “عملية أبو الهول”


كيف تم تدمير المفاعل النووي العراقي




في الحقيقة لم يكن صباح ذلك اليوم مختلفا عن بقية الأيام في العراق حيث لم يصدم العراقيون بسماع أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات التي اعتادوا عليها منذ ثمانية أشهر طوال.. قضوها في حرب مع إيران, حاول خلالها صدام حسين إقناع العراقيين والعرب بأنها حرب قومية واجبة باعتبارها حربا بين العراق والفرس وأن العراق بتصديه لإيران يقوم بالدور القومي لحماية (البوابة الشرقية) للوطن العربي من الغزو (الفارسي المجوسي) ولكن المفاجأة التي صدمت العراقيين بحق, هي أن أصوات القصف لم يكن مصدرها الطائرات الإيرانية بل إنها كانت طائرات إسرائيلية محملة بقنابل ذات أنواع مختلفة.. والمفاجأة الأكبر كانت في معرفتهم أن الطائرات الإسرائيلية دمرت (المفاعل النووي العراقي) حلم العراق في توازن القوى مع إسرائيل.


قام الكيان الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي، في الساعة السادسة والربع من عصر يوم الأحد الموافق 7/6/1981 حيث انقطع البث الإذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة، بواسطة مجموعة من طائرات الحربية التي استطاعت أن تخترق الأجواء السعودية والعراقية وصولا إلى هدفها الذي يقع في الجنوب الشرقي من بغداد، في المدائن، دون أن يستطع أي جهاز من أجهزة الرصد السعودية أو العراقية، وبالأخص العراقية التي كان من المفروض أن تكون متطورة في ذلك الوقت أي في ظرف الحرب العراقية الإيرانية، من اكتشافها


ليس هذا فقط بل استطاعت هذه المقاتلات تدمير مفاعل تموز دون أن يتم إسقاط أو إصابة أية طائرة منها ،واكدت التقارير حينها بجانب القصص الموثقة في مقالات وكتب اخري فلقد قام صدام حسين بزيارة الموقع بعد نصف ساعة من القصف الإسرائيلي وبصحبته عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة ، ووفقا للمعلومات المؤكدة فإن صدام حسين أعدم بالفعل 14 ضابطا وجنديا عراقيا لتقاعسهم في واجباتهم تجاه حماية المفاعل، وإن الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق المفاعل النووي العراقي على ارتفاعات منخفضة مما يعني صعوبة رصدها من قبل الرادار العراقي


علما بأن الطائرات التي قامت بالغارة هي ثمان طائرات مقاتلة – قاذفة اف 16، أمريكية الصنع تغطيها طائرات اعتراضية نوع اف -15، و يذكر كاتب مقال (قصة قصف المفاعل) إلى أن هذه الطائرات كان من المفروض أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982، ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني


وبتلك العملية تكون إسرائيل قد حققت ما حذر منه البروفسور اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه (أسرار مكشوفة سياسات إسرائيل النووية والخارجية) قد تجسد واقعا مؤلما فقد قال في الصفحة 56 من الكتاب: أشعر بأن من الواجب تذكير القراء من غير الإسرائيليين أنه في حين أن الاستراتيجيات الإسرائيلية إقليمية في توجهها فإن اهتمامها بالفلسطينيين ثانوي.. فالحقيقة أن قمع الفلسطينيين لا يهم, لأن هم الاستراتيجية الإسرائيلية في نهاية الأمر هو فرض سيطرتها على كامل الشرق الأوسط من خلال انفرادها بسياستها النووية


الإنسحاب الامريكي من العراق ترك فراغا سياسيا وامنيا سوف تملأه طهران


صعّدت الولايات المتحدة وإسرائيل من حملتهما وانتقاداتهما لطهران فقد اعتبرت واشنطن ان طهران أصبحت تهدد الولايات المتحدة.. وقالت اسرائيل ان الخيار العسكري اصبح اقرب مدى فالرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اكد في مقابلة له بان الأحداث تسير في اتجاه الخيار العسكري وليس الدبلوماسي وحذر زعماء العالم من انه لم يتبق كثير من الوقت لأن إيران تقترب من الاسلحة النووية وطالب دول العالم بالمزيد من الضغوطات على طهران.. فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي اتخذت موقفاً مؤيداً للتشدد ضد ايران بينما اتخذت روسيا موقفا واضحاً يرفض التصعيد الغربي ضد إيران واعتبرت كما يحدث بانه مبالغة وأن تقرير وكالة الطاقة النووية معاد لإيران، ايران بدورها اظهرت هدوءاً ظاهرياً فقد قال وزير الخارجية الايرانية علي اكبر صالحي «لقد استمعنا الى التهديدات لمدة ثماني سنوات لكننا واثقون من انفسنا ويمكننا الدفاع عن بلدنا


التساؤل المطروح علينا هل التهديدات الاسرائيلية جادة؟ فاسرائيل من ممارستها العملية والفعلية لاتعلن عن نيتها لضرب أي مفاعل نووي حفاظا على السرية وعنصر المباغتة والدليل على ذلك هو ضربها وتدميرها للمفاعل النووي العراقي وبعده تدمير المفاعل النووي السوري يقول المحللون السياسيون ان كلام الاسرائيلين وإعلانهم عن ضرب المشروع النووي الايراني ماهو الا محاولة للضغط على العالم الحر لفرض المزيد من العقوبات على طهران ماقد يؤدي الى تردي الاوضاع الداخلية ويطيح بالنظام المتشدد الديني في إيران


لقد لعبت ايران ولفترة طويلة على ورقة التناقض الاوروبي الامريكي حول الملف النووي الايراني.. لكن اليوم اتخذت الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا موقفاً اكثر تشدداً ووافق الاتحاد الاوروبي على موقفهما


إيران نجحت في الماضي في مواجهة كل محاولات الحصار الاقتصادي والسياسي لان ايران لجأت كلما اشتد الحصار عليها الى استخدام الادوات المتاحة لها لكسر الحصار أو التخفيف منة ولكن ..نعود لنسأل نفس السؤال ..هل إسرائيل جادة في تهديداتها المتعلقة بالهجوم علي إيران ؟ ام انها سوف تفاجئ الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة كما فعلت في العراق ؟ وعلي الرغم من ان حالة الهجوم الإسرائيلية علي إيران لن تسبب نفس صدمة الهجوم علي المفاعل النووي العراقي ،وذلك ببساطة لأن تعايشنا مع هذة الكيان الصهيوني مدة طويلة بما فية الكفاية لنفهم الدوافع الأمنية التي تحركه ، ووفقا للتقديرات فإن إسرائيل تخطط لشئ ما ..والدليل علي ذلك التحركات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة ،فإذا لم تكن إسرائيل تخطط لشيئ ما لما كانت ستعلن واشنطن مرارا وتكرارا تحذيرات لإسرائيل بشأن إتخاذ خطوة مفاجئة ،فيبدو ن الولايات المتحدة قد تعلمت الدرس وحفظت الحليف الاول لها عن ظهر قلب وتعلم جيدا ان إسرائيل إذا قررت سوف تنفذ بغض النظر عن النتاائج فطالما ضربت إسرائيل بالمعايير والقوانين الدولية عرض الحائط لأنة إذا إستطاعت إسرائيل تدمير او تأجيل المخطط النووي فإنها ستستريح ولو حتي لبعض الوقت عن الخطر النووي الذي يحدق بها ،نضيف إلي ذلك انة في حالة الهجوم الإسرائيلي علي إيران لن تتمكن اي دولة عربية من الرد او حتي المواجهة ،وذلك يعود للوضع الحالي للدول العربية التي مازالت تحاول النمو للديمقراطية بعد إندلاع ثورات الربيع العربي والتي مازال بعضها غارقا محاولا إسقاط النظام ،فيمكننا القول بالفعل إن بعد الإنسحاب من العراق جاءت إشكالية إيران لمتلأ الفارغ السياسي ،ولكن إذا حدث بالفعل الإعتدء علي إيران ..كيف ستكون التدعيات علي المنطقة والعالم ؟ ..هل من الممكن ان ينجر العالم لحرب عالمية ثالثة او إذا صح التعبير حرب نووية ؟




أبعاد التهديدات الإسرائيلية بضرب المفاعلات النووية الإيرانية


النقاش في الكيان الإسرائيلي بشأن ضرب المفاعلات النووية للجمهورية الإسلامية خرج إلى العلن عبر وسائل الإعلام والشارع ومراكز الأبحاث بعد أن كان محصوراً طوال الفترة الماضية في مراكز الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية، والغريب في هذا الأمر أن التعاطي مع الموضوع وصل إلى حد قيام صحيفة هآرتس العبرية بإجراء استفتاء أظهر أن 41% من الإسرائيليين يؤيدون تنفيذ هجوم ضد هذه المفاعلات


التزامن مع هذه الظاهرة المثيرة اندلع جدل حاد في إسرائيل بشأن ما سمي باتفاق بنيامين نتانياهو – أيهود باراك علي ضرب المفاعلات النووية الإيرانية في مقابل تحذير الأجهزة الأمنية والعسكرية وكذلك مراكز الأبحاث والدراسات من مخاطر مثل هذه الخطوة بل وصل الأمر بزعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني للقول بأن هؤلاء يريدون تدمير إسرائيل وبات من الصعب النوم فيها


والأسئلة التي تطرح نفسها هنا كثيرة, ولعل من أهمها: هل أصبح الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران مرجحاً إن لم نقل وحيداً؟ وأين تقف الولايات المتحدة والغرب عموماً من هذا الخيار؟ وإذا ما حدث الهجوم علي إيران فكيف يمكن ان تكون التداعيات علي المنطقة والعالم ؟ وماذا عن رد فعل الجمهورية الإسلامية التي تمتلك قوة ردع وتدمير هائلة؟


في أهداف الحملة الإسرائيلية ضد النووي الإيراني


بداية، ينبغي القول إن من الواضح أن الملف النووي الإيراني أصبح أولوية إسرائيلية وغربية على شكل كيفية التعامل معه واحتمالات تطوره في المرحلة المقبلة وسط معلومات تروجها أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية بأن البرنامج النووي الإيراني يتضمن صناعة أسلحة نووية، وأن من شأن امتلاك إيران لهذه الأسلحة قلب المفاهيم العسكرية التي اعتمدتها إسرائيل طوال العقود الماضية (التفوق القدرة على شن الحرب الوقائية – خوض الحرب على أرض العدو.. الخ) لتجد نفسها وجهاً لوجه أمام إيران قوية تعتمد توازن الرعب النووي والردع بل والهجوم . وأمام هذه القناعة ترى إسرائيل أنه لا بد من إستراتيجية عملية لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية وقطع الطريق أمامها قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، أي نقطة صنع إيران قنبلة نووية لأن من شأن ذلك حسب الفهم الإسرائيلي قلب الأمور رأساً على عقب وإدخال قواعد جديدة في أساليب السيطرة والمواجهة والصراع على الشرق الأوسط، بمعنى أخر على إسرائيل وقتها الرضوخ للتعايش مع إيران نووية،مع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مراراً أنها ليست بصدد امتلاك أسلحة نووية كما أنها حرمته شرعاً، وبدلاً من ذلك اتجهت إلى تطوير قدراتها الصاروخية بقوة، وهي قوة باتت مقدرة في الحسابات الإستراتيجية الإسرائيلية والغربية وسط إعلانها الحازم عن تمسكها بحقها في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية حيث قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وأنشأت العديد من المفاعلات النووية والتي تخضع للرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما انضمت للمعاهدة الدولية بشأن الحد من انتشار الأسلحة النووية





وسط هذا الجدل الداخلي في إسرائيل وحملة الضغوط الغربية على إيران على خلفية ملفها النووي، ثمة شكوك كبيرة في إسرائيل تتعلق بإحتمالية تحقيق الضربة العسكرية علي إيران اهدافها المرجو فيها ..وذلك يعود لعدة اسباب ولعل اهمها


الاول : توجد شكوك إسرائيلية كبيرة بأن لا تحقق الضربة العسكرية علي إيران اهدافها بسبب كثرة المفاعلات النووية الإيرانية، وبُعد المسافات بين هذه المفاعلات والتي تصل أحياناً إلى ألف كيلومتر تقريباً وبالتالي صعوبة تدميرها دفعة واحدة، وربما الافتقار إلى المعلومات الأساسية الخاصة بالبناء ونوعيته وبالتالي صعوبة تدميره والنيل منه




الثاني : له علاقة بالتداعيات وتحديداً بالمخاوف من رد فعل إيراني مدمّر في ظل امتلاك طهران لترسانة صواريخ متطورة تطول العمق الإسرائيلي بكامله، فضلاً عن القوات الأمريكية المتواجدة في دول الخليج والتي قد قامت إيران بالتحذير بضربها مرارا وتكرارا في حالة الإعتداء الخارجي علي إيران ذلك بجانب قاعدة انجرليك في تركيا التي هي القاعدة الوحيدة في المنطقة والتي تختزن فيها الولايات المتحدة أسلحة نووية ،ناهيك عن تحذير الكثيرين “إسرائيل” على “حماقة” توجيه ضربة عسكرية لإيران، مشيرين إلى أن إيران قد ترد بضرب آبار النفط في الخليج العربي لوضع العالم كله أمام أزمة طاقة، وهو ما قد يجر المنطقة والعالم كله إلى حرب لا يعلم أحد مداها، محملين الولايات المتحدة مسؤولية كبح جماح إسرائيل


الثالث : الخوف من ان يؤدي الهجوم علي إيران يران إلى إطلاق حزب الله في لبنان آلاف الصورايخ على إسرائيل والانفتاح على حرب إقليمية تقود المنطقة بكاملها إلي المجهول خاصة بعد حرب لبنان 2006 والتي اثبتت فيها المقاومة قدرتها على الصمود والانتصار


الرابع : الخوف من رد فعل صيني وروسي يؤدي إلى نوع من المواجهة على الساحة الدولية بل والعودة إلى الحرب الباردة ، نظراً لعمق العلاقات الروسية والصينية مع إيران وحجم المصالح الكبيرة للدولتين مع إيران حيث النفط والغاز والتعاون في المجالات النووية والعسكرية


كل هذة الاسباب دفعت بالعديد من الاواسط الإسرائيلية إلي القول ان ضرب إيران عسكريا يعد مغامرة قد لا تتحمل إسرائيل عواقبها ،بينما يري البعض ان هناك أهدافاً أو رسائل إسرائيلية أخرى من وراء إثارة الحملة الإعلامية عن ضرب المفاعلات النووية الإيرانية في هذا التوقيت وعلى هذا النحو من التهويل، ولعل من أهم هذه الرسائل والأهداف


إن الرسالة الإسرائيلية الأولى والأساسية ليست موجّهة إلى إيران بل إلى الإدارة الأمريكية وتحديداً إلى الكونغرس الأمريكي، مفادها ضرورة الانتقال إلى عقوبات أشد ضد إيران، عقوبات تشل قدرتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية ،ولذلك فإن الكونغرس الأمريكي بات يحضِّر لسلسلة عقوبات اقتصادية جديدة فيما تحرض واشنطن الدول الأوروبية وكذلك روسيا والصين واليابان والدول العربية ولاسيما الخليجية منها على فرض عقوبات أشد على إيران


الرسالة الثانية موجهة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تبحث على مستوى مجلس الوكالة تطورات الملف النووي بعد تقريرها الأخيرة والذي أشار إلى جوانب عسكرية لهذا الملف من خلال الإشارة إلى تصاميم وصور محددة، سبق وأن أوضحت إيران حقيقة هذه التصاميم في عام 2009 وقد تمت الإشارة إليها في التقرير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية


الرسالة الثالثة موجّهة للداخل الإسرائيلي وهدفها امتصاص حدة الاحتجاجات الاجتماعية والتي بدأت تستلهم ثورات الربيع العربي وتوحي بإمكانية حدوث ثورات مماثلة داخل الكيان الإسرائيلي بسبب غلاء الأسعار والعقارات وضعف فرص العمل والتفرقة العنصرية، فضلاً عن محاولات حكومة نتنياهو ـ ليبرمان استيعاب فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في ظل استمرار الاستيطان وحملات التهويد والتي شكلت حرجاً كبيراً لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكذلك لجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط حيث فشلت هذه الجهات مجتمعة في دفع حكومة نتنياهو إلى وقف الاستيطان أو حتى تجميده لاستئناف مفاوضات التسوية


الرسالة الرابعة موجهة إلى الخارج وتحديداً إلى روسيا واليابان والصين ودول الخليج، مفادها ضرورة زيادة الضغط على إيران ووقف التعاون معها وفرض إجراءات ضدها.. وإلا فإن إسرائيل لن تسكت إزاء البرنامج النووي الإيراني على شكل إحراج لهذه الدول


والخلاصة هنا، من الواضح أن جلّ أهداف الحملة الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني يتعلق بالمزيد من التحريض ضد إيران وصولاً إلى فرض عقوبات أشد على الجمهورية الإسلامية بغية شل قدراتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية وجعلها تنكفئ إلى الداخل بعد أن أصبحت قوة إقليمية كبرى وعقبة كبيرة في وجه السياسيتين الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة





معطيات أمريكية وأخرى إسرائيلية


في الواقع، النظر بهذه الطريقة إلى الرسائل والأهداف الإسرائيلية السابقة، قد لا يكون سوى نوع من التحليل السياسي لا أكثر، خصوصاً أن الإستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية لا تقبل بوجود إيران نووية قوية تقارع المشاريع الأمريكية ـ الإسرائيلية الرامية إلى السيطرة على المنطقة حيث منابع النفط والغاز من الخليج إلى بحر قزوين، إضافة إلى الموقع الجغرافي المهم استراتيجياً والذي يصل الشرق الأوسط بكل من الدب الروسي شمالاً والعمق الشرقي لآسيا حيث التنين الصيني، فضلاً عن الصراع العربي – الإسرائيلي ،وبناء علي ذلك فإن هناك من يريأن الجدل الإسرائيلي هو من نوع الاستعداد والتحضير والتهيئة لخيار الضربة العسكرية ومن باب المزيد من التحريض الدولي ضد إيران، وهؤلاء يرون أيضاً أن تنفيذ مثل هذا الخيار مرتبط بالشروط الأمريكية أكثر من الإسرائيلية حيث ثمة مواعيد أمريكية باتت على الطريق، وهي مواعيد تشكل في نظر البعض معطيات أمريكية قد تشكل محفزات للانخراط في عمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية، ولعل من أهم هذه المعطيات


الاول هو : اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق وهؤلاء يرون أن انسحاب هذه القوات من العراق يعني خروجها من دائرة الاستهداف الإيراني في حال وقعت حرب بين الجانبين، إذ ثمة قناعة بأن واشنطن لن تقدم على أي حرب ضد إيران ،كما ان الولايات المتحدة لن تسمح بضربة عسكرية إسرائيلية للمفاعلات النووية الإيرانية طالما أن قواتها في دائرة الاستهداف الإيراني سواء في العراق أو الخليج


الثاني : إن موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق هو نفس الموعد الذي بدأ فيه تشغيل الدرع الصاروخي الأمريكي ـ الأطلسي داخل الأراضي التركية وتحديداً في المناطق الحدودية القريبة من إيران، واللافت هنا أن العديد من التقارير التركية والغربية تحدثت مؤخراً عن تكديس الإدارة الأمريكية لأسلحة نوعية جديدة في قاعدة انجرليك العسكرية التركية والتي فيها أضخم ترسانة أسلحة أمريكية خارج الولايات المتحدة بما في ذلك أسلحة نووية وطائرات اف – 16


الثالث : إن هذه المواعيد والتحضيرات تتزامن مع بدء الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، حيث من المعروف أن كل الإمكانات والسياسات والمواقف الأمريكية في الداخل والخارج تحشد لهذه الحملة، كما أنه من المعروف حجم وتأثير ونفوذ اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة وقدرته الانتخابية الكبيرة، وبالتالي تسابق كل من الجمهوريين والديمقراطيين إلى نيل رضا هذا اللوبي حيث جرت العادة أن يكون كل ذلك على حساب قضايا العرب والمسلمين ولاسيما الفلسطينين


الرابع : الأزمة المالية الأمريكية المتفاقمة، وانتقال هذه الأزمة إلى العديد من الدول الأوروبية والتي باتت مهددة بالانهيار، ولعل هذا الانهيار المالي في الدول الغربية بات يشكل مصدر قلق وخوف كبيرين، خشية أن تلجأ الإدارة الأمريكية في لحظة انهيار اقتصادي إلى افتعال مشكلة عالمية من نوع الهجوم على دولة بغية تحميل العالم أعباء أزمتها المالية والاقتصادية


هذا على المستوى الأمريكي.. أما على المستوى الإسرائيلي فثمة مؤشرات مماثلة، لعل أهمها :


الاول : أجراء الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال الفترة الماضية تدريبات عسكرية فوق مناطق جغرافية واسعة فوق المتوسط واليونان لمسافة تزيد عن 900 ميل وهي نفس المسافة التي تفصل بين نقطة انطلاق الطائرات الإسرائيلية والمفاعلات النووية الإيرانية كما تقول التقارير الإسرائيلية في إشارة واضحة إلى وجود رابط بين هذه التدريبات ومسألة ضرب المفاعلات النووية الإيرانية


الثاني : إجراء الكيان الإسرائيلي خلال السنوات الماضية سلسلة من المناورات العسكرية الكبرى تحت اسم (تحول) وقد جرت هذه المناورات محاكاة لهجوم عسكري شامل قد تتعرض لها إسرائيل على أكثر من جبهة


الثالث : اختبار الكيان الإسرائيلي أسلحة صاروخية متطورة، كان آخرها إطلاق صاروخ من نوع أريحا 3 القادر على حمل رأس نووي كما تحدثت الصحافة الإسرائيلية، فضلاً عن تعزيز قدرتها في مجال شراء الغواصات النووية حيث وقّعت صفقات ضخمة في هذا المجال مع ألمانيا، على أساس أن هذه الغواصات ستقوم بفعل الردع والهجوم لاحقاً في حال تعرضت لهجوم بالصواريخ المتطورة للجمهورية الإيرانية باعتبار أن إيران سترد فوراً حال الهجوم على مفاعلاتها النووية


دون شك فإن التقاء الإشارات الإسرائيلية هذه مع المواعيد والمعطيات الأمريكية السابقة يرجّح لدى كثيرين القناعة بأن الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي الإيراني بات أمراً لا مناص منه دون أن يعرف أحد كيف ستكون التداعيات لحظة ما بعد وقوع مثل هذا الهجوم، خصوصاً وأن إيران تتمتع بقوة ردع وتدمير كبيرتين وهو أمر يثير علامات استفهام كبرى سنأتي عليها لاحقا فيما يستبعد القسم الأكبر من الخبراء والمحللين الهجوم على إيران، نظراً لأن الغرب يدرك تماماً أن مثل هذا الهجوم سيفتح المنطقة والعالم على المجهول


السياق السياسي للحملة ضد النووي الإيراني


لقد فاقم تقرير الوكالة الدولية بشأن الملف النووي الإيراني من حدة التوتر بين إيران من جهة وإسرائيل والغرب من جهة أخرى، ومع أن التقرير لم يتضمن أي جديد حسب الخبراء سوى توسيع الإشارة إلى تصاميم عسكرية إيرانية سبق وأن تمت الإشارة إليها في التقرير السابق للوكالة إلا أن التقرير حمل من حيث التوقيت سياقات سياسية من شأنها نقل الصراع مع إيران إلى مرحلة جديدة من الاشتباك السياسي، ولعل ما يزيد من حدة هذا الوضع هو ذهاب مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماعاته الأخيرة إلى الاقتراب من تبني تقرير الوكالة فيما بات من المعروف أن المدير العام الجديد للوكالة يوكيا أمانو بات أقرب إلى الاستجابة لشروط السياسة الأمريكية خلافاً للمدير العام السابق الدكتور محمد البرادعي حيث تحدثت الأنباء عن لقاء جرى بين أمانو وقادة من الاستخبارات الأمريكية قبل صدور التقرير الأخير للوكالة الدولية


ولذلك فإن تقرير الوكالة حمل أبعاداً سياسية وزاد من حدة التوتر والجدل بشأن الملف النووي الإيراني، ولعل أبرز ما في هذا التوتر هو زيادة حدة التهديدات الدبلوماسية والسياسية ضد الجمهورية الإسلامية.


وفي ظل هذه التهديدات، ثمة سؤال يطرح نفسه بتكرار ألا وهو هل خيار الحرب ضد إيران بات خياراً حقيقياً أم أن المسألة تدخل في سياق الحرب النفسية؟

تميل طهران أكثر من غيرها إلى القول إن التهديدات الإسرائيلية ليست أكثر من حرب نفسية، وأن هدفها هو دفع الغرب إلى فرض عقوبات مؤلمة على إيران ودفع روسيا إلى الحد من تعاونها النووي مع طهران وعزلها إقليمياً ودولياً، وفي التحليل السياسي تذهب مراكز الدراسات الإيرانية إلى القول إن قرار الحرب ضد طهران هو قرار أمريكي في النهاية وليس إسرائيلي، وأن واشنطن غير جاهزة لمثل هذه الحرب بسبب أزمتها المالية المتفاقمة كما أن دروس أفغانستان والعراق غير مشجعة فما بالك بالحرب ضد إيران التي هي دولة بحجم قارة وقادرة على التحكم بمضيق هرمز شريان النفط إلى الغرب حيث تشير التقارير إلى أن المضيق يتحكم بتدفق نحو 40% من النفط إلى الدول الغربية . وفي المقابل يثير خيار الضربة العسكرية ضد إيران انقساماً حاداً في إسرائيل، بين من يرى أن تجربتَيْ تدمير المفاعل النووي العراقي 1981 والسوري المزعوم في عام 2007 مشجعة وبين من يرى أن إيران مختلفة ونتائج الضربة الغير مضمونة وقدرة الرد الإيرانية ستكون مدمرة إلى درجة أن بعض السياسيين يقولون إنهم لا يستطيعون النوم في الليل، وفي الحسابات الإسرائيلية فإن ضرب إيران يعني تلقائياً انهمار آلاف الصواريخ على إسرائيل من الجنوب اللبناني




إنها معادلة صعبة، يرى الكثيرون أن وراءها حسابات وسياقات سياسية تتعلق بمجمل الصراع الجاري في المنطقة عادلة، ولعل من أهم هذه السياقات


الأول: أن هناك 40 جهاز استخباراتي في العالم يعمل على الملف النووي الإيراني، وأن مصادر المعلومات في تقرير الوكالة الدولية هي من هذه الأجهزة وفي المقدمة منها جهاز الموساد الإسرائيلي، وفي النهاية فإن الهدف من كل ذلك سياسي وهو إيران كعقبة كبرى في وجه السياسات الأمريكية الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط


الثاني: أن الغرب يريد إبعاد الدعم الإيراني عن النظام السوري في معركته الصعبة في هذه اللحظة التاريخية التي يتم فيها إعادة تشكيل المنطقة من جديد، وأن انهيار النظام السوري يعني انتهاء المفعول السياسي للمحور الاستراتيجي الذي يربط بين طهران ودمشق وحزب الله، وهو المحور الذي يشكل قوة مقاومة وممانعة في المنطقة


الثالث: حسب رؤية الغرب فإن انهيار النظام في سورية يعني انتقال المعركة بشكل تلقائي إلى الداخل الإيراني حيث الانتخابات البرلمانية في شهر آذار المقبل، وهؤلاء ما زالوا يتوقعون عودة الحركة الخضراء إلى الشارع مستفيدة من ثورات الربيع العربي


الرابع: إن واشنطن تريد من وراء الحملة الإعلامية الضخمة ضد النووي الإيراني التغطية على فشلها في العراق ، إذ أن هذا الانسحاب جاء على شكل انتصار للعراق وإيران والمنطقة في عودة العراق إلي محيطه العربي والإسلامي


في الواقع، يمكن القول إن الغرب انتقل بقوة إلى ركوب موجة ثورات الربيع العربي، وبات يحاول استخدام هذه الثورات لتحقيق أهدافه تجاه الدول المناو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
لماذا قصفت إسرائيل مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 ولم تقصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني حتى الآن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجيش الإسرائيلي يجري مناورات مفاجئة علي حدود سوريا ‏القوي الكبري تناقش الملف النووي الإيراني الأسبوع المقبل
» السودان: إسرائيل قصفت منشأة حربية بالخرطوم
» روسيا تحذر من مهاجمة طهران مسئول عسكري أمريكي في إسرائيل فجأة لبحث الملف الإيراني
» لماذا السياح الآن تحديداً؟! بقلم سليمان جودة
» قوات الاحتلال الإسرائيلى تقصف منزل إسماعيل هنية فى غزة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات الصحفى محسن سالم-
انتقل الى: